خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 6 جمادي الثانية 1444هـ ، الموافق 30 ديسمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين : كما يلي:
أولًا: عنايةُ القرآنِ بالزمنِ والوقتِ
ثانيًا: صورٌ مشرقةٌ مِن حفظِ السلفِ للوقتِ
ثالثًا: الأسبابُ المعينةُ على حفظِ الوقتِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين : كما يلي:
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: عنايةُ القرآنِ بالزمنِ والوقتِ
لقد عنيَ القرآنُ والسنةُ بالزمنِ من نواحٍ شتَّى وبصورٍ عديدةٍ، فقدْ أقسمَ اللهُ بهِ في مطالعَ سورٍ عديدةٍ بأجزاءٍ منهُ مثلَ الليلِ، والنهارِ، والفجرِ، والضحَى، والعصرِ ، وغيرِ ذلكَ. ومعروفٌ أنّ اللهَ إذا أقسمَ بشيءٍ من خلقِهِ دلَّ ذلك على أهميتِهِ وعظمتِهِ، وليلفتَ الأنظارَ إليه وينبّهَ على جليلِ منفعتِهِ.
وكذلك جاءتْ السنةُ لتؤكدَ على أهميةِ الوقتِ وقيمةِ الزمنِ، وتقررَ أنّ الإنسانَ مسئولٌ عنه يومَ القيامةِ، فعن معاذِ بنِ جبلٍ أنّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: ” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ .” [البيهقيُّ والترمذيُّ بسندٍ حسنٍ]. وأخبرَ النبيُّ ﷺ أنّ الوقتَ نعمةٌ مِن نعمِ اللهِ على خلقِهِ، ولابدَّ للعبدِ مِن شكرِ النعمةِ وإِلّا سُلبتْ وذهبتْ. وشكرُهَا يكونُ باستعمالِهَا في الطاعاتِ، واستثمارِهَا في الباقياتِ الصالحاتِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنه: “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ” [البخاري ].
فالآياتُ والأحاديثُ تشيرُ إلى أهميةِ الزمنِ والوقتِ في حياةِ المسلمِ، لذا لابُدَّ مِن الحفاظِ عليه وعدمِ تضييعِهِ في أعمالٍ قد تجلبُ لنا الشرَّ وتبعدُنَا عن طريقِ الخيرِ، فالوقتُ يمضِي ولا يعودُ مرةً أُخرى.
إنّ الإنسانَ إذَا عَرفَ قيمةَ شيءٍ مَا وأهميتَهُ حرصَ عليهِ وعزَّ عليه ضياعُهُ وفواتُهُ، وهذا شيءٌ بديهيٌّ، فالمسلمُ إذا أدركَ قيمةَ وقتِهِ وأهميتَهُ، كان أكثرَ حرصًا على حفظِهِ واغتنامِهِ فيمَا يقربُهُ مِن ربِّهِ. يقولُ ابنُ الجوزيِّ رحمَهُ اللهُ تعالى: “ينبغي للإنسانِ أنْ يعرفَ شرفَ زمانِهِ وقدرَ وقتِهِ، فلا يضيعُ منه لحظةً في غيرِ قربةٍ، ويقدمُ فيه الأفضلَ فالأفضلَ من القولِ والعملِ، ولتكنْ نيتُهُ في الخيرِ قائمةً مِن غيرِ فتورٍ بما لا يعجزُ عنه البدنُ من العملِ“.
ويقولُ الحسنُ البصريُّ: “يا ابنَ آدمَ، إنّما أنت أيامٌ، إذا ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُكَ”. وقال: “يا ابنَ آدمَ، نهارُكَ ضيفُكَ فأحسِنْ إليهِ، فإنّك إنْ أحسنتَ إليهِ ارتحلَ بحمدِكَ، وإنْ أسأتْ إليه ارتحلَ بذمِّكَ، وكذلكَ ليلتُكَ”. وقال: “الدنيا ثلاثةٌ أيامٍ: أمّا الأمسُ فقدْ ذهبَ بما فيهِ، وأمّا غدًا فلعلَّكَ لا تُدركُهُ، وأمّا اليومُ فلكَ فاعملْ فيهِ”.
لذلك كانُوا لا يندمُون إلّا على فواتِ الوقتِ الذي لم يرفعْهُم درجةً، قال ابنُ مسعودٍ: “ما نَدمتُ على شيءٍ نَدمِي على يومٍ غَربتْ شمسُهُ، نقصَ فيه أجلِي، ولم يزددْ فيه عملِي”.
هذه هي قيمةُ الوقتِ وأهميتُهُ ومكانتُهُ في الإسلامِ، فعلينَا أنْ نستغلَّ الأوقاتَ وأنْ نجعلَ حياتَنَا كلَّهَا للهِ، فلا نضيعُ من أوقاتِنَا ما نتحسرُ عليه يومَ القيامةِ، فالوقتُ سريعُ الانقضاءِ، فهو يمرُّ مرَّ السحابِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيًا: صورٌ مشرقةٌ مِن حفظِ السلفِ للوقتِ
لقد حرصَ السلفُ الصالحُ على وقتِهِم بما يعجزُ عنه الوصفُ والتعبيرُ، وقد وصفَهُم الحسنُ البصريُّ رحمَهُ اللهُ بقولِهِ: أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتِهِم أشدَّ منكم حرصًا على دراهمِكُم ودنانيرِكُم.
وعن عامرِ بنِ قيسٍ مِن التابعينَ أنّ رجلًا قال له: تعالَ أُكلمكَ، قال: أمسكْ الشمسَ، يعني أوقفْهَا لي واحبسْهَا عن المسيرِ لأكلمكَ، فإنّ الزمنَ سريعُ المضِيِّ لا يعودُ بعدَ مرورِهِ، فخسارتُهُ لا يمكنُ تعويضُهَا واستدراكُهَا.
وقيل لسفيانَ الثوريِ: اجلسْ معنا نتحدثُ. قال: كيف نتحدثُ والنهارُ يعملُ عملَهُ، ما طلعتْ الشمسُ إلا كانتْ شاهدةً على العبادِ فيما فعلُوا ؟!!
يقولُ ابنُ عقيلٍ رحمَهُ اللهُ: إنّي لا يحلُّ لي أنْ أضيعَ ساعةً مِن عمرِي، حتى إذا تعطلَ لسانِي عن مذاكرةٍ ومناظرةٍ، وبصرِي عن مطالعةٍ، أعملتُ فكرِي في حالةِ راحتِي وأنا مستطرحٌ، فلا أنهضُ إلّا وقد خطرَ لي ما أسطرُهُ. (ذيل طبقات الحنابلة). فانظرْ كيف يستغلُّ وقتَ راحتِهِ في إعمالِ فكرِهِ فيسطرهُ بعدَ قضاءِ حوائِجِه الشخصيةِ؟!
حتى إنّ ساعاتِ الأكلِ لقوامِ حياتِهِم ومعاشِهِم كانتْ ثقيلةً عليهم، فقد سألُوا الخليلَ بنَ أحمدَ الفراهيدِي – رحمَهُ اللهُ -: ما هي أثقلُ الساعاتِ عليكَ؟ قال: ساعةٌ آكلُ فيها. وكَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً «المجالسة وجواهر العلم».
يقولُ عبدُ الرحمنِ بنُ الإمامِ أبي حاتمٍ الرازيِ ” ربَّمَا كان أبي يأكلُ وأقرأُ عليه، ويمشي وأقرأُ عليه، ويدخلُ الخلاءَ وأقرأُ عليه، ويدخلُ البيتَ في طلبِ شيءٍ وأقرأُ عليه “. فكانتْ ثمرةُ هذا المجهودِ وهذا الحرصِ على استغلالِ الوقتِ كتابَ الجرحِ والتعديلِ في تسعةِ مجلداتٍ، وكتابَ التفسيرِ في مجلداتٍ عدةٍ وكتابَ السندِ في ألفِ جزءٍ. لهذا فتحَ اللهُ لهم قلوبًا غلفًا وأعينًا عميًا وآذانًا صمًا!!! فإذا كنتَ تريدُ اللحاقَ بهم فاعملْ عملَهُم ؛ فاللهُ يسرَ لكَ سُبلَ العلمِ والتقنياتِ الحديثةَ ما لم يصلْ إليه أحدُهُم.
لذلك يقولُ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ رحمَهُ اللهُ:” إنّ الليلَ والنهارَ يعملانِ فيكَ فاعملْ فيهمَا ” وقال بعضُهُم: “مَن أمضَى يومًا مِن عُمرهِ في غيرِ حقٍ قضَاهُ، أو فرضٍ أدَّاهُ، أو مجدٍ أصلَهُ، أو حمدٍ حصّلَهُ، أو خيرٍ أسسَهُ، أو علمٍ اقتبسَهُ، فقد عقَّ يومَهُ وظلمَ نفسَهُ”.
فكمْ نضيعُ مِن أوقاتِنَا بلا فائدةٍ في دينِنَا أو دُنيانَا، ومِن أقوالِ الفاروقِ رضي اللهُ عنه: إنّي لأكرَهُ أنْ أرى أحدَكُم سبهلَلًا لا في عملِ دنيا ولا في عملِ آخرةٍ . وقال الشافعيُّ رحمَهُ اللهُ:” صحبتُ الصوفيةَ فانتفعتُ منهم بقولهم: الوقتُ سيفٌ، فإنْ قطعتَهُ وإلا قطعَكَ، ونفسُكَ إنْ لم تشغلْهَا بالحقِّ شغلتْكَ بالباطلِ”.
لذلك قال سيدُنِا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: إنّي لأمقتُ الرجلَ أنْ أراهُ فارغًا ليس في شيءٍ من عملِ الدنيا ولا عملِ الآخرةِ”.
وقد شكَى وبكَى الصالحونَ والطالحونَ ضيقَ العمرِ، وبكى الأخيارُ والفجارُ انصرامَ الأوقاتِ، فأمّا الأخيارُ فبكوا وندمُوا على أنّهم ما تزودّوا أكثرَ، وأمّا الفجارُ فتأسفُوا على ما فعلُوا في الأيامِ الخاليةِ.
قال أهلُ السيرِ: حضرتْ الوفاةُ نوحًا عليه السلامُ، فقِيل له يا نوحُ كيف وجدتَ الحياةَ؟ قال والذي نفسي بيدِه ما وجدتُ الحياةَ إلا كبيتٍ له بابان دخلتُ من هذا وخرجتُ من الآخرِ.
فيا ابنَ الستينَ والسبعينَ أنت ما عشتَ ألفَ سنةٍ، فكيفَ تصفُ الستينَ والسبعينَ في معاصي اللهِ، وفي انتهاكِ حدودِ اللهِ، وفي التجرىءِ على حُرماتِ اللهِ؟!
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا: الأسبابُ المعينةُ على حفظِ الوقتِ
هناك عدةُ أسبابٍ تعينُ على حفظِ الوقتِ وحسنِ الاستفادةِ منه واغتنامِهِ:-
منها: محاسبةُ النفسِ وتربيتُهَا على علو الهمةِ: فحاسبْ نفسَكَ أخي المسلمِ واسألْهَا ماذا عملتْ في يومِهَا الذي انقضَى؟ وأين أنفقتَ وقتَكَ؟ وفي أيِّ شيءٍ أمضيتَ ساعاتِ يومِكَ؟ هل ازددتَ فيه من الحسناتِ أم ازددتَ فيه من السيئاتِ؟! مع إدراكِ أنّ ما مضَى مِن الوقتِ لا يعودُ ولا يُعوَّضُ، فكلُّ يومٍ يمضٍي، وكلُّ ساعةٍ تنقضِي، وكلُّ لحظةٍ تمرُّ، ليس في الإمكانِ استعادَتهَا، وبالتالي لا يمكنُ تعويضُهَا. وهذا معنى ما قالَهُ الحسنُ: “ما مِن يومٍ يمرُّ على ابنِ آدمَ إلا وهو يقولُ: يا ابنِ آدمَ، أنا يومٌ جديدٌ، وعلى عملِكَ شهيدٌ، وإذا ذهبتُ عنك لم أرجعْ إليك، فقدِّمْ ما شئتَ تجدهُ بين يديكَ، وأخِّرْ ما شئتَ فلن يعودَ إليك أبدًا”. كما يجبُ عليك أنْ تُربّي نفسَكَ على علوِّ الهمةِ، فمن ربَّى نفسَهُ على معالي الأمورِ والتباعدِ عن سفسافِهَا، كان أحرصَ على اغتنامِ وقتِهِ، ومَن علتْ همتُهُ لم يقنعْ بالدونِ، وعلى قدرِ أهل ِالعزمِ تأتي العزائمُ:
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ………. وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُهَا ………وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ
ومنها: معرفةُ حالِ السلفِ مع الوقتِ: فإنّ معرفةَ أحوالِهِم وقراءةَ سيرِهِم لهو أكبرُ عونٍ للمسلمِ على حسنِ استغلالِ وقتِهِ، فهم خيرُ مَن أدركَ قيمةَ الوقتِ وأهميةَ العمرِ، وهم أروعُ الأمثلةِ في اغتنامِ دقائقِ العمرِ واستغلالِ أنفاسِهِ في طاعة اللهِ، وقد سبقتْ صورٌ مشرقةٌ لذلكَ.
ومنها: تنويعُ ما يُستغلُّ بهِ الوقتُ: فإنّ النفسَ بطبيعتِهَا سريعةُ المللِ، وتنفرُ مِن الشيءِ المكررِ، وتنويعُ الأعمالِ يساعدُ النفسَ على استغلالِ أكبرَ قدرٍ ممكنٍ من الوقتِ.
ومنها: تذكُّرُ الموتِ والقيامةِ: فحينَ يستدبرُ الإنسانُ الدنيا، ويستقبلُ الآخرةَ، ويتمنَّى لو مُنِحَ مُهلةً مِن الزمنِ، ليصلحَ ما أفسدَ، ويتداركَ ما فاتَ، ولكن هيهاتَ هيهاتَ، فقد انتهى زمنُ العملِ وحانَ زمنُ الحسابِ والجزاءِ. فعندما يتذكَّرُ الإنسانُ هذا يجعلهُ حريصًا على اغتنامِ وقتِهِ في مرضاةِ اللهِ تعالى ، وحين يقفُ الإنسانُ أمامَ ربِّهِ في ذلك اليومِ العصيبِ فيسألُهُ عن وقتِهِ وعمرِهِ، كيف قضَاهُ؟ وأين أنفقَهُ؟ وفيم استغلَّهُ؟ وبأيِّ شيءٍ ملأَهُ؟ فتذكر هذا يعينُ المسلمَ على حفظِ وقتِهِ، واغتنامِهِ في مرضاةِ اللهِ.
تابع/ خطبة الجمعة القادمة
فهيَّا إلى اغتنامِ الأوقاتِ والعودةِ إلى ربِّ الأرضِ والسماواتِ، وإياكم والتسويفَ فإنّ التسويفَ آفةٌ تدمرُ الوقتَ وتقتلُ العمرَ، قال الحسنُ : ” إياكَ والتسويفَ ، فإنّكَ بيومِكَ ولستَ بغدِكَ، فإنْ يكنْ غدٌ لك فكنْ في غدٍ كما كنتَ في اليومِ ، وإنْ لم يكنْ لك غدٌ لم تندمْ على ما فرطتَ في اليوم”. وللأسفِ فقد أصبحتْ كلمةُ “سوف” شعارًا لكثيرٍ من المسلمينَ وطابعًا لهم، فإياكَ أخي المسلمَ من التسويفِ فإنّك لا تضمنُ أنْ تعيشَ إلى الغد، كما أنّ التسويفَ في فعلِ الطاعاتِ يجعلُ النفسَ تعتادُ تركَهَا، وكنْ كما قالَ الشاعرُ:
تزوَّدْ مِن التقوى فإنّك لا تدري *** إذا جنَّ ليلٌ هـل تعـيشُ إلى الفجــرِ
فكم مِن سليمٍ ماتَ من غير عِلَّةٍ *** وكم مِن سقيمٍ عاش حِينًا مِن الدهرِ
وكم مِن فتىً يُمسي ويُصبحُ آمنًا *** وقـد نُسجتْ أكفانُه وهـو لا يـدري
فعلينا أنْ نغتنمَ أوقاتِنَا قبلَ فواتِ الأوانِ. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ”. «الحاكم وصححه» .وسُئِلَ الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ»، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ».( الترمذي وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ) .
نسألُ اللهَ أنْ يباركَ في أعمارِنَا وأوقاتِنَا ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ،،
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف